مقدمة:
عرف المغرب في بداية القرن ١٠ الهجري الموافق
القرن ١٦ ميلادي مرحلة خطيرة تميزت بعجز السلطة المركزية عن مواجهة الغزو الإبيري
الذي نتج عنه ضرر كبير بالإقتصاد المغربي فالتف السكان نحو الزوايا لمقاومة العدو
وإعادة التقة للمغرب فقادتهم إلى إختيار الأسرة السعدية بتارودانت كعنصر مؤهل لذلك .
تميزت الوضعية العامة للمغرب في بداية القرن ١٦ ميلادي بالتدهور:
يتجلى هذا التدهور في تفكك وحدة المغرب وضعف
سلطة الوطاسيين الذين تمكنوا من فرض سلطتهم على كل المغرب ، والدفاع عن الأندلس بل
أثقلوا كاهل السكان بالضرائب مما أدى إلى سخط السكان عليهم ولذلك وجد البرتغال
الفرصة لغزو سواحل المغرب ولقد كان لهذا الغزو عواقب وخيمة تجلت في تخريب البرتغال
للمناطق المحتلة وفرض الضرائب الثقيلة على السكان إضافة إلى إلحاق ضرر كبير
لإقتصاد المغرب كله عندما حولوا تجارة السودان لصالحهم وإحراق الأراضي الزراعية
للقبائل المعادية وأمام عجز السلطة المركزية عن الدفاع جَنَّدَ المغاربة أنفسهم ضد
العدو بقيادة شيوخ الزوايا .
عقد
المغاربة آمالهم على السعديين للدفاع عنهم واسترجاع كرامة المغرب:
كان النسب الشريف للسعديين من العوامل التي جعلت
السوسيين يختارون هؤلاء بقيادة الجهاد ضد البرتغال لما يتمتعون به من نفوذ وإحترام
ديني خاص فبويع المولى محمد بن عبد الرحمن القائم بأمر الله سنة ١٥١١م ٩١٧ه لقيام
بمهمة الجهاد وساندته قبائل سوس ماديا ومعنويا وحقق بعض الإنتصارات على
البرتغاليين وحلفائهم وتمكن أبناؤه أحمد الأعرج ومحمد الشيخ من تنظيم المقاومة
والدخول إلى مراكش سنة ١٥٢٥م والإنتصار
على البرتغاليين في سانتا كروز ١٥٤١م وقد دفع هذا الإنتصار من أهمية
السعديين كما شجعهم على ضم المغرب وفرض سلطتهم وتمكن محمد الشيخ السعدي بعد عدة
محاولات من الدخول إلى فاس والقضاء على أبي حسون الوطاسي ١٥٥٤م وبذلك تم توحيد
المغرب ؛ ويعتبر محمد الشيخ السعدي واضع أسس السياسة السعدية
العامة فسياسيا قام بنقل العاصمة إلى مراكش لقربعا من قواعد السعديين وعسكريا أنشأ
نواة جيش نظامي من الأتراك والولاية ومختلف القبائل وجبائيا وضع تنظيما صارما
للضرائب وفي السياسة الخارجية اختار الحيطة من الأتراك وتحالف مع الإسبان .
خاتمة:
لم تستطع الدولة السعدية حل مشكل العرش نظرا
لإفتقارها لقاعدة واضحة لولاية العهد مما يؤدي إلى صراعات حادة حول الحكم سينتج عنه
التدخل الأجنبي للمغرب من جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق