Translate

تاريخ تدهور الدولة العثمانية



تاريخ تدهور الدولة العثمانية

مقدمة:

عرفت الإمبراطورية العثمانية منذ النصف الثاني من القرن ١٦ ميلادي ظروفا جديدة تميزت بتراجع الفتوحات وبالتالي ضعف الأسس التي قامت عليها الدولة مما جعلها تدخل مرحلة التدهور التي من نتائجها تقلص مساحة الإمبراطورية وظهور حركات انفصالية في المشرق العربي.

أدت الظروف الجديدة إلى تفسخ ركائز الدولة العثمانية:

تتجلى هذه الظروف الجديدة في التفوق الأوربي على حساب الإمبراطورية العثمانية في المجال السياسي والعسكري كما تفوقت أوربا في المجال الاقتصادي  حيث تطورت تقنيات التجارة والمال والصناعة ونتيجة لهذا التفوق الأوربي تراجعت حركات الفتوحات العثمانية التي كانت تدر أموالا باهظة ، وبالتالي تضررت الأسس التي قامت عليها قوة هذه الدولة ففي الميدان الاقتصادي   تحولت التجارة العثمانية من تجارة العبور المربحة إلى تجارة خاسرة ونتيجة لنقص موارد الدولة التجأت إلى إثقال كاهل السكان بالضرائب ففي الميدان العسكري أصبح الجيش ضعيفا من حيث المعنوية والتنظيم نتيجة لنقص رواتبه واشتغاله بالحرف أما الإدارة فقد استفحل أمرها بانتشار الرشوة وبيع المناصب وتدخل الحريم مما سيكون خطيرا على العثمانيين .

 تميزت نتائج تدهور الدولة العثمانية بالخطورة:

من أهم النتائج تراجع حدود الدولة العثمانية خاصة بعد إنهزامها أمام الأسطول الأوربي في معركة ليبانتي سنة ١٥٧١م تلتها هزائم متوالية اضطرت معها الدولة العثمانية إلى توقيع عدة معاهدات وامتيازات لصالح الدول الأوربية كمعاهدة كارلوفتز سنة ١٦٩٩م مع النمسا فاقتطعت بموجبها أراضي لصالح أوربا وعلى إثر تراجع مقومات الدولة العثمانية قامت في المشرق العربي حركات انفصالية تريد التخلص من الحكم العثماني كلبنان انفصلت سنة ١٥٩٥م وفلسطين انفصلت تحت زعامة الشيخ ظاهر العمر وفي أواسط القرن ١٨ ميلادي ظهرت الحركة الوهابية في شبه الجزيرة العربية وانتقلت من حركة دينية إلى حركة سياسية .

 خاتمة:

نتيجة لتدهور الدولة العثمانية وما نتج عن ذلك سيشتد الصراع والتنافس بين الدول الأوربية حول اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية الرجل المريض ويعرف هذا الصراع  الأوربي بالمسألة الشرقية والذي سيؤدي إلى وقوع أجزاء الإمبراطورية العثمانية تحت الهيمنة السياسية والاقتصادية للدول الأوربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Manhaj تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.