مقدمة:
تولى المولى إسماعيل حكم المغرب سنة ١٦٧٢م في
وقت كان فيه العرش العلوي في حاجة ماسة للتوطيد والاستقرار فأدرك السلطان ذلك
ومارس سياسة مزجتا بين القوة تارة والمهادنة تارة أخرى .
واهتم بإنعاش الاقتصاد وتحرير الثغور وإقامة علاقات
متكافئة مع دول أوربا فإلى أي حد استطاع السلطان إقرار مركزة السلطة وضمان استمرارية
الحكم؟
عمل المولى إسماعيل على إقرار مركزة الحكم وتحرير الثغور:
إهتم المولى إسماعيل بتأسيس جيش كبير وقوي لا
يمن للمجتمع المغربي بشيء أو صلة يرتبط مباشرة بشخصه فكان جيش العبيد الذي جمعه
السلطان في مشرع الرمل قرب مدينة مكناس ليلقنهم تربية عسكرية ويطلق عليه اسم جيش
البخاري ووزعه على القصبات التي بلغ عددها ٧٦ قصبة في المناطق الإستراتيجية فهو
جيش خامد للقبائل الخاضعة للسلطان ورادع للقبائل الثائرة كما أضاف إليه جيش
التراكى والوداية واقتصاديا إهتم السلطان بالجهاد البحري انطلاقا من سلا والتجارة
الصحراوية غير أن ذلك إقتصر فائدته وذلك فالتغير في الاقتصاد الدولي وقام بتنمية
المبادلات التجارية الخارجية عبر الموانئ الساحلية وأعطى أهمية كبرى فعلاوة على
الضرائب الشرعية أضاف ضريبة المكوس والمنى والحركة غير أن بعض القبائل تضررت
فأعلنت انتفاضتها ضد السلطان كقبائل سوس بزعامة أحمد ابن محرز ، وأهل
فاس، ثم قبائل الأطلس المتوسط الذين كلفوا السلطان مدة ٣٠ سنة من الصراع انتهت
بقمعهم .
ولإضعاف نفوذ الزوايا جردهم من النشاط السياسي وأوجد
زوايا جديدة اعتمدت على النشاط الديني المحض كالزاوية الناصرية ، والزاوية
الوزانية واهتم بتحرير الثغور كمدينة أصيلا سنة ١٦٨١م والمعمورة وطنجة والعرائش
سنة ١٦٩٠م .
أقام المولى إسماعيل علاقات دبلوماسية مع الخارج:
مع الأتراك: ساند أتراك الجزائر بعض القبائل
الثائرة وساند السلطان الجزائريين ضد الأسبان غير أنه لم يدخل في حرب مع الأتراك
وأُعْتُبِرَ واد تَفْنَا حدا فاصلا بين المغرب والجزائر.
مع فرنسا: كان أساس المفاوضات بين الدولتين
مشكلة الأسرى وعندما استعصى الحل أرسل السلطان سفارة مغربية إلى الملك لويس ١٤ تضم
محمد بن تميم، وعبد الله ابن عائشة لكن النتائج كانت محدودة .
مع بريطانيا: رسخ المغرب علاقته الدبلوماسية
والتجارية معها خاصة بعد إحتلالها لجبل طارق سنة ١٧٠٤م فكانت تزوده بالأسلحة
ويزودها بالمحاصيل الزراعية وتوجت العلاقة بعقد معاهدة تجارية سنة ١٧٢١م .
خاتمة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق