مقدمة:
ظل المغرب منذ نهاية الثلث الأول من القرن
التاسع عشر يتعرض لتحطيم بنياته الاقتصادية والاجتماعية بفعل التدخل الأوربي الذي
تُوِّجَ بتوقيع معاهدة الحماية فباشر المستعمرون احتلالهم للمغرب لكنهم واجهوا
مقاومات مسلحة قوية أخرت الاحتلال لأكثر من عقدين من الزمن.
شرع المستعمرون في احتلال المغرب
عبر مراحل بعد توقيع معاهدة الحماية:
عملت معاهدة الحماية على تقسيم المغرب إلى مناطق
نفوذ ثلاثة كما أعطت لفرنسا حق مراقبة الإدارة المغربية الذي سرعان ما تحول إلى
حكم مباشر، وأضفت طابع المشروعية على احتلال المغرب، هذا الاحتلال الذي مر على
أربع مراحل:
١٩١٢ـ١٩١٤أخضع
خلالها الجيش الفرنسي بقية السهول المغربية التي احتل أجزاء منها من قبل هذه
الفترة كما تم ربط غرب المغرب بشرقه بعد احتلال ممر تازة.
١٩١٤ـ١٩٢٠ثم
خلالها إخضاع الأطلس المتوسط لتأمين المواصلات بين المغرب والجزائر إضافة إلى
مناطق أخرى من الأطلس الكبير.
١٩٢١ـ١٩٢٦اتجهت
خلالها اهتمامات كل من فرنسا وإسبانيا نحو منطقة الريف التي لم يتم إخضاعها إلا
بتحالف المستعمرين.
١٩٣١ـ١٩٣٤ثم احتلال
كل من الجنوب المغربي وأجزاء من الأطلس الكبير الأوسط والشرقي.
واجه المستعمر مقاومة مسلحة قوية من طرف المغاربة:
عرفت كل مناطق المغرب مواجهة المستعمرين عبر مقاومات عنيفة أهمها مقاومة
الجنوب تزعمها أحمد الهيبة بعد أن أخضع جل الجنوب بسلطته وإنطلاقا من مراكش هاجم
القوات الفرنسية إلا أن انهزامه في معركة سيدي بوعثمان جعله يلجأ إلى الجنوب حيت
إستمرت هذه المقاومة سنة ١٩٣٤.
مقاومة الأطلس المتوسط الكبير شاركت فيها كل القبائل
إلا أن أعنفها هي التي قادها محا وحمو الزياني الذي أتعب المحتل الفرنسي خصوصا في
معركة الهري إلى أن أستشهد سنة ١٩٢٠أما في الأطلس الشرقي وصاغرو فقد قاومت قبائل
أيت عطا بشجاعة عبر معارك أهمها معركة بوغافر.
مقاومة الريف:تعتبر أعنف مقاومة مغربية نظرا
لتنظيمها المحكم محمد بن عبد الكريم تم خلالها انتصارات عدة على الأسبان خاصة في
معركة أنوال سنة ١٩٢١ولم يتم القضاء عليها إلا بتحالف فرنسا وإسبانيا حيث استسلم
قائدها سنة ١٩٢٦
تميز التنظيم الإداري بالمغرب في عهد الحماية بالازدواجية وتهميش
المخزن المغربي:
رغم أن معاهدة الحماية نصت على احترام الإدارة
المغربية فإن المستعمرين أحدثوا نظاما إداريا جديدا أصبح بموجبه المخزن المغربي
مهمشا في حين أصبحت الإدارة الفرنسية تسير كل المجالات على جميع الأصعدة فعلى
الصعيد المركزي نجد المقيم العام الذي يمثل فرنسا بالمغرب والكاتب العام للحماية
الذي يشرف على مجموع الإدارات أما على الصعيد المحلي فإن السلطة الحقيقية كانت بيد
المراقبين المدنيين وضباط الشؤون الأهلية
وأقامت إسبانيا في منطقة نفوذها مندوبا ساميا يشرف على التسيير الإداري هذا في
الوقت الذي أصبحت طنجة تخضع لإدارة دولية.
خاتمة:
بعد التضحيات الجسيمة التي قدمها المغاربة في
مواجهة المستعمر إتخدت المقاومة طابعا جديدا عرف بالمقاومة الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق