مقدمة:
عرفت دول الغرب الإسلامي منذ القرن ١٣ الميلادي ، حالة متدهورة اقتصاديا
وسياسيا واجتماعيا مما شجع الدول الأيبيرية على غزوها وبالتالي ظهور مقاومة عنيفة
ضد المسيحيين خاصة في المغرب الأقصى بينما اعتمدت الدول الأخرى المغرب الأوسط
وإفريقية وليبيا على الدولة العثمانية في التخلص على الغزو الأيبيري .
تميزت الحالة العامة في الغرب الإسلامي بالضعف قبيل القرن ١٦ ميلادي:
بعد سقوط الدولة الموحدية في المغرب فقد الغرب
الإسلامي وحدته السياسية فانقسم إلى عدة دول صغيرة وضعيفة فالحفصيون استقلوا عن
الموحدين بإفريقية منذ القرن ١٣ م وتمكنوا من استرجاع قوتهم لكن سرعان ما ضعفت
دولتهم من جديد ، منذ أواخر القرن ١٥ ميلادي وكانت ليبيا بدورها
مفككة إلى ٣ أقاليم مملكة طرابلس ومملكة فزان وبنغازي أما مملكة بني عبد الواد بني
زيان بتلمسان فقد كانت تعرف صراعات داخلية
خطيرة حول السلطة وكذلك حروب ضد الحفصيين والمرينيين ولم ينج المرينيون في المغرب
الأقصى من هذه الوضعية حيث دخلوا منذ منتصف القرن الرابع عشر ميلادي في تدهور
مستمر .
أما مملكة بني الأحمر بالأندلس فإنها ضعفت منذ بداية
القرن ١٤ ميلادي سياسيا وعسكريا مما أدى إلى زيادة الضغط المسيحي عليها وعلى كل
الدول السابقة .
اعتمدت
معظم دول الغرب الإسلامي على العثمانيين
في طرد النصارى في بلدانها:
نتيجة لضعف كل دول الغرب الإسلامي شن الإيبريون
حملات صليبية ضد المسلمين انتهت باحتلال بعض أجزاء هذه الدول خاصة المدن الساحلية
وقد كانت الحملات الصليبية مدفوعة لعدة عوامل منها :
الدوافع الاقتصادية وتتلخص في رغبة الإيبريين
على المنافذ التجارية الهامة بسواحل شمال إفريقيا والاستفادة من مختلف خبرات هذه
البلدان والتحكم في تجارة السودان مصدر الذهب والعبيد والعاج ، وهناك
دوافع دينية وسياسية تتجلى في الروح الصليبية التي حركها الفتح الإسلامي العثماني لبيزنطة
وبالتالي إلى رغبة النصارى للانتقام من المسلمين ونشر المسيحية وهكذا احتلت شواطئ
المغرب الأوسط وأجزاء مهمة من بلدان المغرب الكبير وهذا ما حرك الدولة العثمانية
للدفاع عن المسلمين والحفاظ على امتيازاتها .
خاتمة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق