مقدمة:
ساعدت عوامل متعددة في إندلاع الثورة الروسية
لسنة١٩١٧ التي تعتبر من بين أهم أحداث القرن العشرين التاريخي والتي كانت لها
نتائج عميقة ليس فقط على مستوى روسيا ولكن على مستوى العالم.
عرفت الأوضاع الاقتصادية تطورات مهمة لصالح الثورة:
ضلت روسيا بلدا فلاحيا بالدرجة الأولى ومحتفظا
بالبنيات العتيقة حيث تحتكر الفئة العليا (النبلاء ،رجال الدين والأغنياء) رغم
قلتها 60% من الأراضي الزراعية بينما لا يملك 90% من الفلاحين سوى 40% من تلك
الأراضي ،ثم أصبحت تتحول نحو الصناعة لكي تظهر طبقة عمالية محرومة تطالب بتحسين ظروفها
عن طريق الإضرابات والمظاهرات.
ساهمت الأوضاع السياسية والحرب العالمية الأولى في تعجيل إندلاع
الثورة:
تميز الجانب السياسي بروسيا بحكم القيصر المطلق
الشيء الذي عارضته البرجوازية المطالبة بالحريات العامة وعارضه بطريقة سرية الحزب
البلشفي الاشتراكي بزعامة لنين،إلا أن الإجراأت الديمقراطية تأسيس البرلمان التي
أقدم عليها نقولا الثاني كانت دون جدوى بفعل الحرب العالمية الأولى حيث توالت انهزامات روسيا مما سيعجل باندلاع
الثورة.
مرت الثورة من
مراحل وصعوبات:
ادى إرتفاع الأسعار وتجميد الأجور إلى انخفاض
القدرة الشرائية المستهلكة فنضم العمال عدة مظاهرات بداية ١٩١٧عجزت السلطة عن
قمعها فتخلى نقولا الثاني عن عرشه لصالح حكومة برجوازية فشلا في حل المشاكل المتراكمة
ولقيت معارضة الحزب البلشفي الذي تكاثر أتباعه بفضل نهجه الاشتراكي وموقفه المعارض
لاستمرار الحرب واستولى على الحكم في أكتوبر ١٩١٧وانسحب من الحرب وكان عليه أن
يواجه الجيوش البيضاء المناصرة للقيصر وجيوش دول الوفاق والحروب الأهلية التي دمرت
البلاد مما أضطر معه لنين إلى نهج السياسة الاقتصادية الجديدة والتراجع عن تطبيق الاشتراكية
المؤقتة.
أسفرت الثورة الروسية عن ميلاد أول دولة إشتراكية في العالم:
إنتقلت الثورة الروسية من النظام الإمبراطوري
إلى النظام الفدرالي الجمهوري يضم عدة جمهوريات إشتراكية كما عملت على بناء أول
دولة إشتراكية في العالم خاصة بعد أن انتصر ستالين على منافسيه وعمل على تطبيق
مبادئ الاشتراكية بشكل صارم لتطوير البلاد وفق خطة مدروسة حيث أعطيت الأولوية
للصناعة كما اهتمت بالجانب الاجتماعي كتعميم التعليم.
خاتمة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق