الولايات العثمانية في شمال إفريقيا التطور السياسي والاتجاه نحو الحكم الذاتي

مقدمة:

لقد حدث صراع الولايات العثمانية في شمال إفريقيا منذ  أواخر القرن السادس عشر ميلادي وبداية القرن السابع عشر ميلادي بين القوى المحلية وقد أدى هذا الصراع إلى تحولات سياسية داخلية أثرت في علاقات الولاء التي كانت تربطها بالدولة العثمانية .

 عرفت الولايات العثمانية في شمال إفريقيا تحولات سياسية داخلية:

ولاية الجزائر:

 استمرت سلطة العثمانيين في الجزائر بقيادة الباشا إلى نهاية القرن ١٦ ميلادي حيث تعرضت السلطة إلى التدهور لصالح القوى العسكرية فكان الباشا يعين لمدة ثلاث سنوات يستغل الفرصة لجمع الأموال لصالحه ونتج عن هذه التصرفات تمرد من طرف الإنكشارية والكلوغلية وانتهى المطاف لصالح الأغوات ضباط صف الإنكشارية الذين سلبوا السلطة من الباشا واستمر عهدهم بالجزائر إلى حدود سنة ١٦٧١م أي حيث يتولوا الحكم الدايات إلى حدود سنة ١٨٣٠م حيث قد فرضوا سلطتهم ومنعوا أي تدخل  بالجزائر.

ولاية تونس: 

 عرفت تونس تطورات داخلية جعلتها تستقل عن الدولة العثمانية وقد مر هذا التطور بمرحلتين:

المرحلة ١: 

حكم فيها الدايات الذين قضوا على نفوذ الباشا سنة ١٥٩١م إلا أن هؤلاء استبدوا بالحكم مثلا الداي عثمان ووقفت القوى المحلية إلى جانب الباي الذي انتقل إليه الحكم .

المرحلة ٢: 

حكم فيها البايات وتعاقب على الحكم أسرتان الأسرة المرادية والأسرة الحسنية وفي هذه الفترة ثم طرد أتراك الجزائر واستقلت الولاية .

ولاية طرابلس: بعد وفاة دارغوت باشا القائد العسكري العثماني في طرابلس اندلعت عدة ثورات في مقدمتها ثورة القبائل تلتها حركة عصيان الإنكشارية فضعفت سلطة العثمانيين وسيطرت الإنكشارية ورؤساء البحر لكنهم فشلوا في تسيير البلاد كما أن رؤساء البحر عادوا إلى الجهاد البحري لكن هذه المرة تعرضوا لضربات أوربا وضعفت سلطة الدايات وقامت الكلوغلية بثورة أطاحت بخليل باشا الذي تولى سنة ١٧٠٩م ثم قامت الأسرة ثم قامت الأسرة القرمانلية بتسيير شؤون الولاية والاستقلال عن الدولة العثمانية .