مقدمة:
يتميز مناخ أسيا الجافة بالجفاف والحرارة طول
السنة ، فتضاريسها منبسطة في أغلب الأحيان معظمها صحاري وهضاب وجبال في أفغانستان
كل ذلك جعل السكان يحترفون الرعي والزراعة المستقرة قرب المياه .
وفي الفترة
الأخيرة ثم اكتشاف البترول بكميات هائلة جدا مما ساهم في التغيير النسبي في بنية اقتصاد
المنطقة بالاتجاه نحو استغلال عصري يمزج بين الفلاحة والصناعة .
يمارس سكان أسيا الجافة النشاط الرعوي إلى جانب الزراعة:
إن تكيف إنسان المنطقة مع الظروف الطبيعية جعلته
يعتمد على الرعي متنقلا بحثا عن الكلأ والماء المعز والجمال غير أن هذا النمط تقلص
أخيرا لتحديد الحدود بين الدول وتوسيع الرقعة المسقية وإرغام السكان على الاستقرار
وتوفير الشغل في حقول النفط .
أما الزراعة فكانت إلى عهد قريب محدودة المجال
الزراعي والإمكانيات وأخيرا استصلحت الأراضي وبنيت السدود وحفرت الآبار لرفع مياه
الأناضول المملكة العربية السعودية منطقة الهلال الخصيب سوريا، فلسطين،لبنان،
الأردن، العراق وأدخلت أساليب عصرية في الإنتاج وأنتقل من معيشي إلى تسويقي فالسعودية مثلا حققت فائضا
من الإنتاج في القمح منذ سنة ١٩٨٤م وثم استغلال
مزروعات تسويقية كالشمندر السكري والقطن والزيتون والحوامض...
أما أسيا الوسطى
السفياتية فعرفت بدورها تطورا زراعيا من خلال مشاريع الري لكن النتائج ما زالت
محدودة .
ساهم البترول في ظهور الصناعة العصرية بأسيا الجافة:
اكتشف البترول أول مرة بالمنطقة سنة ١٩٠٩م بإيران
ليشمل بعد ذلك معظم دول المنطقة فإنتاج العراق مثلا ١١١مليون طن وإيران ٢٧٧مليون
طن سنة ١٩٧٧م و١٠٩مليون طن سنة ١٩٨٥م ويمثل ٥٨٪ من صادرات العراق و٩٦٪ من صادرات
إيران وتستغل عائداته في مشاريع تنموية واجتماعية واقتصادية وقد حاولت بعض دول
أسيا الجافة تطوير قطاع الزراعة بإقامة الري وإدخال التقنيات المتطورة وأمكنها
الزيادة في الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل كالقمح بالنسبة
للسعودية ، وبالنسبة للتصنيع أدركت أسيا الجافة تخفيف عجز الميزان التجاري وتوفير
الشغل للسكان فظهرت صناعات متنوعة أهمها الصناعة البتروكيماوية .
خاتمة:
لقد ساعدت الثروات الباطنية في مقدمتها البترول
دول أسيا الجافة على تنمية الاقتصاد لأن الظروف الطبيعية تحد من تطوير الفلاحة
فعلى المنطقة أن تحسن استغلال هذه الثروات المهددة بالنضوب وإلى سيبقى اقتصادها
مهددا بالتخلف والقلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق