Translate

الدولة السعدية في عهد المنصور



الدولة السعدية في عهد المنصور

 مقدمة:
بلغت الدولة السعدية أوج عظمتها في عهد المنصور ١٥٧٨ه  ١٦٠٣م حيث عم الهدوء والإستقرار النسبي مما أثر على الحياة الإقتصادية والسياسية وأكسب المغرب إحتراما وهيبة خارج حدوده .

كانت سلطة أحمد المنصور سلطة مركزية قوية:

تولى أحمد المنصور عرش المغرب غداة معركة وادي المخازن التي إنتصر فيها المغرب إنتصارا باهرا على البرتغال ومن أهم نتائجها إكتساب المغرب هيبة بين الدول الأوربية واستعادة الوحدة الوطنية ووضع  حد لمحاولة العثمانيين في غزو المغرب كما فقدت البرتغال إستقلالها وملكها الشاب دون سباستيان وماديا إستفاد المغرب من غنائم الحرب ومن الذهب الذي دفعته البرتغال في فك الأسرى ثم الهدايا من الدول الإسلامية وأقر أحمد المنصور سياسة مركزية قوية من مراكش يساعده مجلس الديوان ومجلس المظالم والحاجب والكتاب متوخيا الشريعة الإسلامية على المذهب السني مذهبا رسميا للدولة .

  وعسكريا أسس جيشا نظاميا مكونا من فرق أجنبية تركية وأندلسية وفرق مغربية ضمت مختلف القبائل كالوداية وجهزه بأسلحة نارية متطورة وفي السياسة الخارجية عمل على تقوية علاقته مع الدول الإسلامية والأوربية فلم يدخل معها في حروب بل ربط مع بعضها علاقات في تبادل القناصل خاصة مع إنجلترا وهولندا ، لقد تأثر أحمد المنصور في نظمه السياسية بالحضارة العثمانية التي تعتمد على الفخامة والتباهي .

انعكس الإستقرار النسبي على التطور الحضاري في عهد أحمد المنصور: 

لقد أولت الدولة السعدية إهتماما بالغا لزراعة قصب السكر حيث إنتشرت زراعته وصناعته في السوس والحوز وشيشاوة ، وإعتمدت عليه في التصدير نحو أوربا حيث كانت العائدات مرتفعة واعتمدت الدولة كذلك على الجبايات غير أنها تميزت بالثقل على السكان مما خلق بعض التمردات القبلية ولما لم تشبع الدولة السعدية حاجياتها المالية فكر أحمد المنصور في فتح السودان الغربي لكونه مركز الذهب والعاج فجهز حملة عسكرية مزودة بالبارود بقيادة القائد جودر سنة ١٥٩٥م فجلب كميات هامة من الذهب والعاج غير أن الفائض لم يستغل في تطوير الإقتصاد بكثرة ما أنفق في المعمار كبناء القصور والقصبات وخير نموذج قصر البديع الذي إستغرق بنائه ١٦ سنة فكانت آية للروعة والجمال وإهتم المنصور بالعلوم والثقافة فشجع العلماء وقام بعدة مراكز ثقافية ، واهتم بمختلف العلوم ونتيجة لذلك ظهر عدة علماء نذكر منهم عبد الواحد بن عاشر في الفقه وأحمد بابا السوداني وأمر بإحياء المواسم الدينية في مقدمتها عيد المولد النبوي الشريف .

خاتمة:

لقد تميزت فترة أحمد المنصور بالإستقرار وارتفاع مداخيل الخزينة غير أن ذلك لم يستمر بشكل دقيق مما ساهم على جانب الوفاة المفاجئة لأحمد المنصور بسبب مرض الطاعون وعدم تعيين وارث العرش في تمزيق الوحدة السياسية وتعرض المغرب لصراعات بين عدة إمارات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Manhaj تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.