Translate

أسيا الموسمية



أسيا الموسمية

مقدمة:

تعتبر أسيا الموسمية مهد الحضارات القديمة بأسيا لما تتوفر عليه من إمكانيات كبيرة خاصة في المجال الفلاحي، وضل السكان يمارسون هذا النشاط بوسائل محدودة حتى دخول الاستعمار للمنطقة والذي غَيَّرَ بنية الاقتصاد فَوُجِدَ بذلك قطاعين سواء في الفلاحة أو الصناعة وتحاول دول المنطقة تنمية الاقتصاد بمختلف الوسائل غير أنها تستضم بمجموعة من المُعَوِّقَات .

 يعتمد معظم سكان أسيا في اقتصادهم على الفلاحة:

يشغل قطاع الفلاحة ٦٥٪ من مجموع السكان النشيطين في أسيا الموسمية ، ويبقى قطاع الماشية محدودا لقلة الأراضي الزراعية وسيادة الديانات المتزمتة. 

ونميز بين:
 الزراعة المتنقلة تغطي ١٠٪ من الأراضي الزراعية مستوى عيش الفلاحين منخفض جدا ويعتمدون على القنص والصيد .

الزراعة المعيشية المستقرة تسود السهول الخصبة وتربة اللوس في الصين وسائل زراعية محدودة جدا يغطي الأرز ٢٧٪ من مجموع الأراضي تنتج ٩٢٪ من الإنتاج العالمي من الأرز وتسعى إلى الرفع من الإنتاج مع إمكانية محصولين في السنة الواحدة مستوى المعيشة منخفض والملكية الزراعية محدودة .
الزراعة التسويقية ارتبط وجودها بالاستعمار الأوربي خلال القرون القليلة الماضية فَطَّوَّرَ الأساليب الزراعية لإنتاج مزروعات صناعية مطلوبة في السوق الدولية كقصب السكر والشاي والمطاط والقطن...

  وبعد الاستقلال اهتمت دول المنطقة بهذه الزراعة كما اهتمت  بها الطبقة البرجوازية وربطت الإنتاج بالتصدير ونتيجة للتفاوت الكبير بين طبقات شعوب المنطقة فإن بعض الدول تبنت سياسة الإصلاح الزراعي إما عن طريق إعادة توزيع الملكية أو إنشاء الكومنات أو وضع حد للملكية ؛ وفي مجال المياه بنت السدود ومدت القنوات كما تَبَنَّى البعض منها سياسة الثورة الخضراء التي تعتمد على تطوير المردودية الزراعية وإمكانيات الحصول على أكثر من محصول زراعي في السنة ورغم ذلك فإن دول المنطقة لن تستطع حل مشكلة التغذية لطغيان المزروعات التسويقية على حساب المزروعات المعيشية فسيريلانكا يمثل المطاط والشاي وجوز الهند ٥٤٪ من صادراتها .

 يعتبر النشاط الصناعي بأسيا الموسمية وليدة الفترة الاستعمارية:

عرفت دول أسيا الموسمية النشاط الصناعي منذ القديم ، إلا أنه ضل يعتمد على اليد في الإنتاج لخدمة الاقتصاد المعيشي ؛ وفي فترة الاستعمار لم يتطور هذا القطاع بنفس التطور الذي شهدته الفلاحة لأن الهدف الاستعماري كان هو استراد المواد الأولية وإغراق أسواق المنطقة بمنتوجاته فلم يقم بنية صناعية يمكن عليها الاعتماد ، سوى بناء الطرق والموانئ لخدمة اقتصاده وعندما رغبت دول المنطقة في النهوض بالصناعة واجهتها صعوبات كثيرة في مقدمتها :
  ضعف خبرة العمال ونقص في التجهيزات مع الارتباط بالسوق الخارجية ورغم ذلك فقد حققت اليابان تطورا كبيرا حتى أصبحت في مصاف الدول الصناعية العظمى ، والصين أقامت بنية للصناعة الثقيلة وكوريا الجنوبية نجحت في الصناعات الإلكترونية، والطايوان نجحت في الصناعات الاستهلاكية في مقدمتها النسيج في حين لم تستطع الدول الأخرى كباكستان واللاوس تحقيق الاكتفاء الذاتي وضلت تعاني من الفقر والصراعات الطائفية.

 خاتمة:

إن أسيا الموسمية تتوفر على إمكانيات طبيعية وبشرية ضخمة إذا استغلت بشكل جيد فإنها قادرة على تحقيق تنمية اقتصادية وحياة أفضل لسكانها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Manhaj تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.