مقدمة:
بعد وفاة المنصور فقد المغرب وحدته وإستقراره
السياسي نتيجة صراع أبناءه حول الحكم ، وضعفت البلاد ، وانحط إقتصادها ، وانتشرت
الأوبئة والمجاعات ، فظهرت الزوايا من جديد وقادت الجهاد كمحاولة للدفاع على
المغرب .
تدهورت الدولة السعدية لعاملين أساسين:
العامل السياسي:
يتمثل في تنافس أبناء المنصور
زيدان وأبو فارس والمأمون حول العرش مما أدى إلى إنقسام البلاد إلى إمارتين واحدة
في مراكش وأخرى في فاس يحكمها المأمون وأبناءه وتدخل الأتراك في هذا الصراع
وساندوا زيدان ضد أخيه الذي إلتجأ إلى مساعدة الإسبان مقابل التنازل عن مدينة
العرائش سنة ١٦١٠م غير أن الناس قتلوه .
العامل الإقتصادي:
كانت للحروب الدامية عدة مضاعفات خطيرة على
الإقتصاد المغربي أدت إلى تخريب معامل السكر وساهم في ذلك منافسة سكر البرازيل
وتوقفت جباية الضرائب وتحولة طرق القوافل التجارية لصالح أتراك الجزائر وسيطر
الأوربيون على تجارة المحيط الأطلسي فتقلص نصيب المغرب من التجارة الدولية وقلت
مداخله وقد زاد من حدة هذه الأوضاع انتشار الأوبئة والمجاعة ، وزاد في تعميق
تجزئته .
تجزأ المغرب إلى عدة قوى محلية:
بعد الضعف الذي أصاب الدولة السعدية وبعد وفاة
المنصور إقتصر نفوذها على مراكش وفاس وفي حين تقوت الزوايا والقوى المحلية في
الشمال والجنوب .
ففي الشمال إستقر المورسكيون الأندلسيون
المطرودون من إسبانيا سنة ١٦٠٩م في تطوان وشفشاون وسلا منظمين أنفسهم على شكل
جمهورية عرفت بجمهورية سلا إعتمدوا على القرصنة في إقتصادهم في شواطئ المحيط
الأطلسي إلى حدود سنة ١٦٤١م عندما وضع الدلائيون حدا لهم ثم حركة المجاهد العياشي
الذي إنتقل من دكالة إلى المعمورة سنة ١٦١٥م لتحريرها من الإسبان وتحرير سهل الغرب
وحقق عدة إنتصارات كبرى غير أن تآمر الدلائيين والقبائل الملتفة حوله أدى إلى
إضعاف حركته ثم حركة الزاوية السملالية الجزولية بسوس والتي تبنى إطارها السياسي
أبو حسون السملالي فاتجه نحو تافلالت للسيطرة عليها وأعلن مملكته بإليغ معتمدا على
إمكانيات المنطقة من نحاس وفضة غير أنه اصطدم هناك بالعلويين فكانت معركة بوعتبة
سنة ١٦٣٨م غير أن أخطر حركة عرفها المغرب في هذه الفترة الزاوية الدلائية ظهرت
بالأطلس المتوسط بقبائل مجاط فرع من فروع قبائل صنهاجة أسسوا زاوية لها بسيدي
إسحاق قرب خنيفرة وفي عهد شيخهم الثالث سيدي محمد الحاج ١٦٦٨ـ١٦٣٧م إنتقت الزاوية
إلى الإطار السياسي ،لكونها في نقطة عبور تافيلالت وفاس فوحدت القبائل الصنهاجية
وسيطرت على فاس وسلا سنة ١٦٤١م واتجهت نحو الجنوب الغربي نحو تافيلالت لتستظم
بالعلويين فدارت معارك طاحنة أهمها موقعة الكارة سنة ١٦٣٦م .
خاتمة:
لقد تميز القرن ١٧ في بدايته بالصراع بين القوى
المحلية من أجل توحيد المغرب غير أن العلويين تمكنوا من توحيده بعد جهود مضنية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق