مقدمة:
مباشرة بعد وفاة المولى إسماعيل سنة ١٧٢٧م اندلعت الأزمة داخل البلاد وتميزت
بصراع أبناء الأسرة العلوية على السلطة ، وتدخل جيش العبيد في الشؤون السياسية
ورافق ذلك تدهور اقتصادي واجتماعي دام ٣٠ سنة
١٧٢٦ـ١٧٥٧م أدى إلى محاولات المولى عبد الله في تهدئة الأوضاع ، وتحقيق ابنه
محمد الاستقرار، مع الانفتاح على العالم الخارجي.
شهد
المغرب أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة بعد وفاة المولى إسماعيل:
تصارع أبناء المولى إسماعيل حول السلطة بعد غياب
أبيهم ولم يستطيعوا تسيير الأوضاع في وقت تجمع جيش العبيد في مدينة مكناس وأصبح
يتحكم في تعيين وعزل السلاطين معتمدا في ذلك على من يكثر العطاء ؛ وفي
هذا الإطار تم تعيين ٧ سلاطين ما بين ١٧٥٧ـ١٧٢٧م نذكر منهم المولى أحمد الذهبي
والمولى عبد الله الذي عُزِلَ أربعة مرات ما بين ١٧٤٢ـ١٧٢٩م ونتج عن ذلك تراجع
اقتصادي خطير إذ فرغت خزينة الدولة وتوقفت جباية الضرائب وتراجعت موارد التجارة
الصحراوية والجهاد البحري رافق ذلك كوارث طبيعية أساسها الجفاف فانتشرت المجاعة ، وساد
الغلاء .
وتحركت القبائل نحو السهول وما تشكله من خطر وفي هذا
المضمار تدخل المولى عبد الله لتهدئة الأوضاع معتمدا على سياسة أساسها تكوين جيش
مغربي من العرب والأمازيغ وتوجيه ضربات لجيش العبيد ، واستمالة
الشرفاء والزوايا كما ساعده ابنه المولى محمد انطلاقا من الجنوب في ضمان استقرار
الأوضاع وقد وضع بذلك بداية لاستقرار الأوضاع العامة داخل المغرب ، والتي ستكتسي
طابعا خاصا في عهد ابنه المولى محمد .
عمل المولى محمد بن عبد الله على ضمان استقرار الأوضاع المغربية:
بعد مبايعة المولى محمد بن عبد الله سنة
١٧٥٧م ، اهتم بتكوين جيش مغربي ضم مختلف عناصر السكان الأمازيغ والعرب وبقايا جيش
البخاري ؛ وجهزه بالأسلحة كما دعمه بأسطول بحري وقد
ساهم هذا الجيش في ضمان الاستقرار الداخلي والخارجي وقام السلطان بحركات لتفقد
أحوال القبائل ، وإخضاع القبائل الثائرة ، وبالنسبة للزوايا حد من نفوذها السياسي ،وفي المجال الاقتصادي عمل
على تنشيط الحركة التجارية على المحيط الأطلسي بتشجيع المبادلات التجارية مع الدول
الأوربية لتوفير دخل إضافي ثالث وفي هذا الإطار بنا مدينة الصويرة سنة ١٧٦٥م ، كما
أعاد بناء مدينة أنفا ، ونقل إليها قبائل من الحوز كما اعترف بدولة الولايات
المتحدة الأمريكية سنة ١٧٧٦م .
خاتمة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق