Translate

المغرب خلال القرن التاسع عشر



المغرب خلال القرن التاسع عشر

مقدمة:


 شكل المغرب طيلة القرن التاسع عشر هدفا لتنافس الأطماع الأوربية حوله،حيث تعرض لغزو عسكري،اقتصادي وقضائي كانت له نتائج وخيمة اقتصاديا واجتماعيا جعلته يفقد استقلاله تدريجيا رغم مجهودات المخزن الإصلاحية والدفاعية.


اتخد التدخل الأوربي في المغرب خلال القرن التاسع عشرمظاهر عسكرية واقتصادية وقضائية :


فشلت سياسة الإحتراز التي نهجها المولى سليمان بفعل رغبة الدول الأوربية في استغلال المغرب كسوق ومزود لها خاصة إنجلترا،إسبانيا،فرنسا وقد استغلت هذه الأخيرة فرصة مساندة المغرب للمقاومة الجزائرية لتدفع به إلى معركة إسلي سنة1844   

 التي أبانت عن مدى ضعفه عسكريا والتي تلتها معاهدة للامغنية لوضع الحدود بشكل غامض حتي يتسنى لفرنسا قضم عدة أطراف مغربية مستقبلا أما من جانبها فإن إسبانيا حاولت توسيع نفوذها بسبتة فاحتلت تطوان سنة 1860وفرضت على المغرب معاهدة قاسية(غرامة20مليون ريال) والتنازل عن بعض المناطق،ورغبة منها في فتح المغرب بتجارتها فرضت إنجلترا عليه معاهدة تجارية سنة1856خولت لتجارها عدة إمتيازات كحرية في المتاجرة في كل أنحاء البلاد والإعفاء من الضرائب وحصر الرسوم الجمركية في 10% من قيمة البضاعة نقدا تلتها معاهدة سلم اعتبر تدخلا سافرا في القضاء المغربي حيت أصبح حل النزاع بين الإنجليز أو بينهم وبين المغاربة من إختصاص القنصل الإنجليزي كما تبعتها سلسلة من المعاهدات مع فرنسا وإسبانيا تسير في نفس الإتجاه إلى أن الخطير في الأمر هو أن كل إمتياز يمنح لدولة ما يعمم على باقي الدول الأوربية .
 

 واجه المخزن المغربي التدخل الأوربي المتعدد النتائج بحملة من الإصلاحات:


أدى التغلغل الأوربي الاقتصادي الذي تزايد بتزايد الجالية الأوربية إلى فتح المغرب أمام غزو المصنوعات الأوربية وامتصاص منتجاته الفلاحية مما أفرز إرتفاع الأسعار في البلاد وتضرر بذلك التجار،الصناع،والمستهلكين المغاربة كما عرف المغرب أزمة مالية حادة بفعل الغرامة المالية الثقيلة التي فرضتها عليها إسبانيا وتسديد ديون وفوائد إنجلترا،أما على المستوى الاجتماعي فإن للأوربيين عددا كبيرا من السماسرة في التجارة والمخالطين في الفلاحة شملوهم في حمايتهم وبالتالي لم يعودوا خاضعين للقضاء المغربي والواجبات كمواطنين،ولقد تزايدت هذه الحماية الفردية إلا أن شملت قرى وزوايا بأكملها وحتى بعض رجال المخزن المغربي مما أضعف موارد الخزينة وسبب في الفوضى داخل المجتمع، ولقد فشلت مساعي المولى الحسن الأول في تنظيمها وتخفيف حدثها خاصة بعد أن أصبحت وثيقة دولية بموجب مؤتمر مدريد 1880ولقد حاول كل من سيدي محمد بن عبد الرحمن ابن هشام و المولى الحسن الأول نهج عدة إصلاحات إدارية،عسكرية ومالية إلا أنها فشلت بفعل التدخل الأوربي والأزمتين الاجتماعية والمالية.

  وبفعل التسرب الفرنسي من الجنوب الشرقي استغلالا لغموض معاهدة للامغنية
 ومحاولة الإسبان لضم بعض المناطق الصحراوية والتوغل السري الإنجليزي التجاري في المنطقة حاول المولى الحسن الأول إبعاد هذه الأخطار سواء بطرق دبلوماسية أو عسكرية(الحركات).



خاتمة:
حاول المغرب إبعاد النفوذ الأجنبي عن طري ق عدة إصلاحات لكن حدة الغزو الأوربي والتأزم الاجتماعي والمالي حالا دون ذلك فأصبحت البلاد تتدحرج نحو شباك الاستعمار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Manhaj تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.