القرطاجيون في المغرب:
وصل الفينيقيون إلى شواطئ المغرب قبل القرطاجيين
، فأسسوا بعض المراكز التجارية. ثم جاء القرطاجيون ، فركزوا وجودهم في شواطئ
المغرب . وقد أنشئوا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط مركزا تجاريا سموه
رُوسَادِيرَ ، ويُعْتَقَدُ أنه في مكان مليلية حاليا . وقد وُجِدَتْ بعض الآثار
لمنشآت أخرى بالقرب من طنجة وتطوان .
أما على الشاطئ الأطلسي ، فقد تمكن علماء الآثار
من اكتشاف بقايا لمنشآت عامة ترجع إلى العهد القرطاجي وذلك في ليكسوس قرب العرائش
، وكان النشاط الغالب آنذاك هو صيد الأسماك وتمليحها . وتعتبر سلا (شالة حاليا) من
المراكز القرطاجية الهامة أيضا ، فقد عُثِرَ على بقايا أوان خزفية يرجع تاريخها إلى
ما بين القرن السابع والثالث قبل الميلاد .
وقد وَجَدَ ٱلْمُنَقِّبُونَ في جزيرة الصويرة
آثارا لوجود استقرار قديم يرجع عهده حسب ما يعتقد إلى العهد الفينيقي ، وقد
تَبَيَّنَ أن البحارة الفينيقيين كانوا يمرون من هذا المكان ، كما عُثِرَ على
بقايا أوان خزفية ، كُتِبَ على اثنين منها اسم مَاغُونَ بالحروف الفينيقية وذلك من
اليمين إلى الشمال ، وتَدُلُّ الآثار على أَنّ هذه الجزيرة لم تكن مستعمرة يستقر
فيها القرطاجيون طويلا ، ذلك أَنَّ البحارة كانوا يخيمون فيها عند وصولهم إليها ،
وبعد إنزال بضائعهم والتزود بما يحتاجون منها يرحلون إلى مراكز أخرى .
وقَلَّدَ ٱلْبَرْبَرُ القرطاجين في كثير من
أحوالهم وعاداتهم فتعلموا الكتابة القرطاجية ، كما تعلموا اللغة القرطاجية نفسها .
وكانوا يلبسون البرنس القرطاجي ويحلقون رؤوسهم . أما النساء فكن يستعملن مثل
القرطاجيات الحناء والكحل . وقد بَقِيَ أثر القرطاجيين واضحا في المغرب إلى الفتح
الإسلامي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق