معظم بلاد العرب صحراء قاحلة . والسكن لا يصلح
إلا في بقاع من أطرافها ، أو في بعض الواحات المنتشرة في أرجائها .
لذلك اشتملت فريقين من السكان: أقلية من ٱلْحَضَرِ تسكن بعض المدن والقرى وتمارس الزراعة وتجارة القوافل المربحة ، وأغلبية ساحقة من البدو ٱلرُّحَّلِ .
لذلك اشتملت فريقين من السكان: أقلية من ٱلْحَضَرِ تسكن بعض المدن والقرى وتمارس الزراعة وتجارة القوافل المربحة ، وأغلبية ساحقة من البدو ٱلرُّحَّلِ .
ولقد أَثَّرَتِ الصحراء في حياة البدوي ، فكان
طعامه من التمر ولحم الإبل ، وكان شرابه من عصير التمر ولبن النوق ، أما لباسه
فبسيط مثل قوته لا يتعدى قميصا طويلا وحزاما وعباءة يَلْتَفُّ بها وعِقَالاً يضعه
على رأسه ، أما الإبل ماشية الصحراء فكانت قِوَامَ أهل البداوة ومَطِيَّةً
تَنَقُّلِهِمْ ووسيلة معاملاتهم : فمنها مَهْرُ المرأة ودِيَّةُ القتيل وثروة
الغني .
وقام مجتمع البدوي على العشيرة ، وهي مجموعة
أفراد مخيم واحد ، قِوَامُهُ بيوت من الشعر ، تقطن كل عائلة واحدا منها ، ويعتبر
أفراد العشيرة أنفسهم من دم واحد ، ويخضعون لسلطة شيخهم وهو أكبر رجال العشيرة سنا
، وتُكَوِّنُ العشائر المتقاربة النسب قبيلة واحدة .
وكان الطرد من القبيلة يعني الضياع المحقق
بالنسبة للبدوي ، لذلك اشتدت رابطته بقبيلته . كما كان الأخذ بالثأر وتأمين حماية
الفرد سببا في تعاظم عصبيته لها .
ولقد كثر تنازع القبائل العربية في الجاهلية
بسبب الثأر ، والاختلاف على السيادة ، أو التسابق على موارد الماء والعشب ، فوقعت
بينهم حروب طويلة ، وأيام عُرِفَتْ بأيام العرب ووقائعها .
غر أن الطبيعة القاسية التي كانت تغمرهم جعلتهم
يُؤَكِّدُونَ بين بعضهم عواطف نبيلة كحب الضيف وإكرامه .
كما أن
المصالح التجارية جعلتهم يُقِرُّونَ فيما بينهم أشهرا حرما لا يحق فيها لأحد أن
يَعْرِضَ لآخر ، أو لقبيلة أن تحارب أخرى مهما عَظُمَ السبب .
وكان العرب خلال تلك الشهور يتصلون تجاريا بمن جاورهم من الجماعات والشعوب ، ويقيمون المواسم قرب الحجاز حيث يتبادلون البضائع والسلع ، وتَنْعَقِدُ الحلقات الأدبية ، فيتناشد العرب أجمل الأشعار ويتفاخرون بالأنساب وجليل الأعمال ، فإذا انفضوا عَرَّجُوا على مكة للحج وزيارة الكعبة حيث الأصنام وتماثيل الآلهة التي يعبدونها .
وكان العرب خلال تلك الشهور يتصلون تجاريا بمن جاورهم من الجماعات والشعوب ، ويقيمون المواسم قرب الحجاز حيث يتبادلون البضائع والسلع ، وتَنْعَقِدُ الحلقات الأدبية ، فيتناشد العرب أجمل الأشعار ويتفاخرون بالأنساب وجليل الأعمال ، فإذا انفضوا عَرَّجُوا على مكة للحج وزيارة الكعبة حيث الأصنام وتماثيل الآلهة التي يعبدونها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق