المصريون القدماء:
وصفت مصر قديما بأنها بلاد الأرضيين : مصر
السفلى ومصر العليا .ولقد شَيَّدَ الفرعون الأول الذي وَحَّدَ مصر ، مدينة مَنْفَ
لتكون همزة ٱلْوَصْلِ بين شِقَّيْ البلاد ، كما أَسَّسَ هذا الملك أل أسرة
مُلُوكَيَّةٍ من الأسر الثلاثين التي حكمت مصر الفرعونية .
وَوُصِفَتْ مصر أيضا بكونها هبة النيل . وذلك
لما هذا المجرى المائي المنتظم من عظيم الأثر في حياة مصر والمصريين .
وإذا نظرنا إلى سكان وادي النيل نجدهم قد اختلطوا
وامتزجوا منذ أقدم العصور بِمَنْ هَاجَرَ إليهم من النُّوبَيين والسَّامِيين
واللِّيبيين والأَرْمَن ؛ ومن هؤلاء جميعا تشكل الشعب المصري ذو الحضارة العريقة .
ولقد كانت الحضارة الفرعونية متشعبة ومتفرعة حتى
شملت الميادين السياسية والفكرية ، وَوَسِعَتْ فنون الزراعة والصناعة والتجارة
والملاحة ، كما امتدت إلى فنون العمارة والنحت والرسم والتجميل .
فالهرم مدفن ملكي مبني على هيئة جبل ، أُحْكِمَ
تشييده بالحجر المنحوت أو بٱلآجُرِّ مما يشهد ببراعة بُنَاتِهِ في ميدان الهندسة
المعمارية والحساب .
وقبل أن يتوصل المصريون إلى تشييد الهرم الكامل
الهيئة ، كانوا ينون قبورهم على شكل حُفْرٍ مستطيلة مَسْقُوفَةٍ بالخشب ؛ ثم بنوا
أهراما مدرجة ، وأخيرا أقاموا أهرامات كاملة .
وتحتوي غرف الهرم على جُثَثٍ مُحَنَّطَةٍ ، بقيت
على حالها آلاف السنين.
ونجاح التحنيط عند المصريين يَدُلُّ على معرفتهم
بعلوم الطب والتشريح والكيمياء . كما تُوضَعُ مع الملك المدفون في الهرم تماثيل
ومجوهرات ذهبية وفضية ، وأدوات وأواني من الخزف والزجاج ، ومواد غذائية ، وكلها
تُعْطِينَا صورة عن الحياة اليومية في قصور الفراعنة ،وبيوت الأغنياء من المصريين .
وأخيرا فإن جُدْرَانَ الهياكل وبعض الأهرام نُقِشَتْ
عليها كتابات هيروغليفية ورسوم جميلة تمثل ألوانا من حياة المصري القديم
وأَصْنَامِهِ ودِيَانَتَهُ.
ومن أشهر الأهرام ، الأهرام التي شيدتها الأسرة
الرابعة من الدولة القديمة ، ومنها أهرام الجيزة الثلاثة وتِمْثَالُ أَبِي ٱلْهَوْلِ
المقام على هَيْئَةِ أَسَدٍ رَابِضٍ برأس إنسانية ، وتدل ملامح وجهه على أنه
بُنِيَ لِيُمَثِّلَ الملك خَفْرَعَ سيما وأن على رأسه تاج الملك وٱلشَِّعَارَ
المزدوج للمملكة الفرعونية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق