النشاط الإقتصادي عند القرطاجيين:
إن حياة قرطاجة تدل فعلا على أنها مدفوعة دائما
بضرورة البيع والشراء ، وأن دورها الاقتصادي الرئيسي ، يتمثل على ما يبدو ، في جمع
المواد الأولية ، ثم توزيعها ؛ وكانت المواد المصنوعة تمثل عنصر المبادلة .
وكان عبيد إفريقية الوسطى ومنتجاتها من الذهب
والعاج والجلود تصل إلى سيرتا الصغرى و سيرتا الكبرى ، أو إلى المستعمرات الأطلسية . وكانت إسبانيا تزودها بفضة مناجمها ، وبالمعادن المجلوبة من الشمال عن طريق
البحر . وكان زَيْت صقلية وخمرها ، وحبوب سردينية ونحاسها وفضتها ، تصل كلها إلى
قرطاجة أيضا .
ولا شك فيه أن القرطاجيين تخصصوا بحكم الضرورة
في صنع السفن ، ومعدات الموانيء ، كما أنهم اهتموا بصناعة المعادن الثمينة ،
والأسلحة وأدوات التجميل العاجية ، والأواني الخزفية المزخرفة أو البسيطة الموجودة
بكثرة في القبور . وقد نجحوا في الصباغة والحياكة والدباغة وفي الصناعة الخشبية .
أما المنتجات الممتازة والأنيقة فكانت تجلب من أماكن أخرى .
وقد نجح القرطاجيون في الميدان الفلاحي ، إبتداء
من القرن الرابع قبل الميلاد ، حيث أَلَّفَ ماغون كتابا في الفلاحة ضَمَّنَهُ
نصائح في الزراعة وتربية الماشية ، وأَعْطَى فيه معلومات عن إدارة الضيعات
الزراعية .
وكانت هذه الفلاحة تتناول زراعة الأشجار، من
زيتون وتين ولوز ورمان وكروم ، وتربية الخيل والبغال والبقر والمعز ، بالنسبة
للطبقة النبيلة ؛ أما بالنسبة للأهالي فكانوا يزرعون الحبوب في أغلب الأحيان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق