مقدمة:
تسرب الضعف إلى الإمبراطورية العثمانية عسكريا
وإداريا واقتصاديا لم تنفع معه الإصلاحات حيث ظهرت عدة حركات إنفصالية بالمشرق
العربي أمام المد الإستعماري الأوربي.
عانت الإمبراطورية العثمانية من
تأزم شامل انعكس على حدودها مع أوربا وظهورحركات إنفصالية في المشرق العربي:
اصبح الجيش الإنكشاري أساس قوة الإمبراطورية
سابقا يشكل عنصر فوضى لدى العثمانيين وبفعل الضائقة المالية أصبحت المناصب
الإدارية تباع للخواص فانتشرت الرشوة وفسدت الإدارة،لم يستفد العثمانيون من
التطورات العامة التي شهدتها أوربا حيث ضلت تنظيماتهم الإقتصادية عتيقة وبقيت
الدولة تحتكر شراء المنتجات بالثمن الذي تحدده لنفسها مما جعل الإنتاج ضعيفا خاصة
الصناعي منه لتغزو المواد المصنعة الأوربية أسواق الإمبراطورية، وقد شجعت مظاهر
الضعف هذه الأوربيين على غزو هذه الأخيرة وانتزاع أجزاء كبيرة( صربيا ومقدونيا
وبلغاريا) باوربا ونفس العوامل كانت وراء وظهورعدة حركات إنفصالية بالمشرق العربي
كالحركة الوهابية بالجزيرة العربية، حركة ظاهر العمر بالشام ومحمد علي بمصر.
كانت الأطماع الأوربية وراء فشل
محاولة الإصلاحات بالإمبراطورية العثمانية وبمصر:
استغل محمد علي ضعف العثمانيين فاستولى على
الحكم بمصر ليقوم بعدة إصلاحات إدارية خلق وزارات متخصصة(إقتصادية) إنشاء معامل
عصرية وتطوير الفلاحة،وثقافية(التعليم العصري العمومي) ثم وسع نفوذه بالجزيرة
العربية والشام أما على مستوى الإمبراطورية العثمانية فرغم معارضة الفقهاء
والإنكشارية قام محمود الثاني بانشاء جيش نظامي بعد القضاء على الإنكشارية تم
تلت ذلك إصلاحات إدارية قانونية ومالية إلا أن هذهالإصلاحات فشلت بفعل الضغط
الأوربي العنيف في إطار ماعرف بالمسألة الشرقية أو الرجل المريض،ففي مصر لم تستطع
الأسرة الخديوية أداء الديون الأوربية مما جعل هذه الأخيرة تتدخل في الشؤون
الداخلية لمصر بحكم موقع هذا البلد على الطريق نحو الشرق الأقصى فاندلعت الثورة
العرابية وتدخلت إنجلترا لتستعمر البلاد أما في الإمبراطورية فإن الإصلاحات لم
تمس إلا الجانب الإقتصادي فسيطر الأوربيون على ماليتها وضهرت حركات قومية(تركيا
الفتاة) ستجعل الإمبراطورية إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
خاتمة:
تضافرت عوامل داخلية وخارجية لتضعف الإمبراطورية
العثمانية وتفقدها أجزاء ترابية هامة في أوربا وإفريقيا وتمهد للتدخل الأوربي في
المشرق العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق