السومريون

السومريون:

السومريون شعب كان مستقرا في جنوب بلاد الرافدين حوالي 3000 ق م "ولعلهم جاءوا إليها من أسيا الوسطى أو بلاد القوقاز أو من أرمينية ،واخترقوا أرض الجزيرة من الشمال متتبعين في مجرى سيرهم مجرى دجلة والفرات" وعندما استقروا شادوا قرى ومدنا مزدهرة منها أريدو، أور ، لكش ، نِببُّور .

وكان المجتمع ينقسم إلى عدة طبقات وطوائف ، وكانت تجارة الرقيق منتشرة بينهم ، وحقوق الملكية مقدسة ، وقد برز من بين الأغنياء والفقراء على السواء ، رجال الأعمال وطلاب العلم والأطباء والكهنة ، وكان نساؤهم يَتَزَيَّنَ بالأساور والقلائد والخلاخل والخواتم والأقراط . وكان نظام الري المحكم من أعظم الأعمال الإنشائية للحضارة السومرية .

فقد أخرجت الحقول التي عُنُوا بِرَيِّهَا محصولات موفورة من الذرة والشعير والقمح والبلح وٱلْخُضَرِ الكثيرة المختلفة الأنواع ، وظَهَرَ عندهم المحراث الخشبي تجره الثيران منذ أقدم العصور ، وتَتَّصِلُ به أنبوبة مشقوقة لبذر البذور ، وكانوا يَدْرُسُونَ المحاصيل بعربات كبيرة من الخشب .

وٱستخدم السومريون النحاس والقصدير وكانوا يخلطونهما ليصنعوا منهما البرونز ، وبلغ من أمرهم أنهم كانوا من حين إلى حين يصنعون آلات كبيرة من الحديد ؛

وقد وُجِدَتْ في مقابرهم كميات كبيرة من الذهب والفضة منها ما هو حِلِيٌّ ، ومنها ما هو أواني وأسلحةٌ وزخارفُ .

غير أن الكتابة المسمارية هي أروعُ ما خلفه السومريون ؛ إذ كانوا يَخُطُّونَ على أَلْوَاحٍ طينية طرية بواسطة قَلَمٍ إذا مَا غُرِزَ في الطين ، ترك طَابَعًا يُشْبِهُ المِسْمَارَ إو الإِسْفِينَ في شَكْلِهِ ، ثم يضعون تلك الأَلْوَاحَ الطينية المخطوطة في فُرْنٍ حَامٍ لِشَيِّهَا  فَتَجِفَّ ، وتَتَصَلَّبَ ،وتصبح كالخَزَفِ المنقوش ، أو يُعَرِّضُونَهَا لحرارة الشمس فحسب .

واستطاع ٱلْكُتَّابُ السومريون بفضل الرموز المسمارية أن يَكْتُبُوا ما شاءوا من السِّجِلاَّتِ وٱلْعُقُودِ التجارية والوثائق الرسمية والأحكام القضائية والبيوع وأيضا الشعر والقصص والأفكار الدينية .