الإمبراطورية الفارسية

الإمبراطورية الفارسية:

إن الفرس وٱلْمِيدِيِّينَ شعوب نزحت في الألف الثاني قبل الميلاد من منطقة المراعي شرق بحر قزوين . لتستوطن جنوب غربي الهضبة الإيرانية .
كانت السيطرة أولا للميديين ثم صارت الغلبة بعد ذلك لِلْفُرْسِ تحت زعامة الملك قُورَشْ ،الذي وَحَّدَ بلادي ميديا وفَارِسْ ؛ولم يلبث خلفائه أن وسعوا رقعة المملكة حتى صارت إمبراطورية عظيمة ضمت إليها بلاد الرافدين وسوريا وفينيقيا وفلسطين ومصر وآسيا الصغرى وشمال بلاد اليونان وتراقيا ، كما امتدت من الناحية الشرقية إلى نهر ٱلسِّنْدِ .

وامتاز ملوك الفرس عَمَّنْ سبقهم من ملوك الشرق بإحكامهم تنظيم إمبراطوريتهم الواسعة وتوطيد سيطرتهم على الشعوب المغلوبة لهم .وكان أول من نَظَّمَ الإدارة الفارسية الإمبراطور دَارْيُوسُ الأول 521/484 ق م .

فلم يكن هذا الملك يعتمد في حكمه على القوة العسكرية فحسب ، بل كان يستميل إليه الشعوب ٱلْمَحْكُومَةِ له ، بوسائل سياسية بأن ترك لكل شعب لغته وعاداته ودينه ، وجعل هذه الشعوب جميعا تحت سلطة عماله الإداريين . وهكذا قُسِّمَتْ الإمبراطورية الفارسية إلى عمالات كبرى تسمى (ٱلْمَرْزَبَاتُ) .

وكان يدير شؤون (المرزبة) ثلاثة موظفين هم (المرزبان) والكاتب الرسمي الملكي الذي كان يربط الصلة بين المرزبان وبين الإمبراطور ثم القائد العسكري .

وزيادة في الاحتياط كان الإمبراطور يبعث ، من حين لآخر ، بمفتشين ليراقبوا أعمال الموظفين في العمالات . ويسمى هؤلاء المفتشين (عيون الإمبراطور وآذانه) .

أما الجبايات فكانت تُؤْخَذُ من كل العمالات ما عدا فارس ، يُعْطَى نصفها نَقْدٍا ونصفها عَيْنًا .
 فكان يَتَجَمَّعُ منها في خزينة دَارْيُوسُ الأول سبائك الذهب والفضة ومعدات الجيش ومنتجات الصيد البحري والخيل والخشب الرفيع وأسنان ٱلْفِيَلَةِ .

وهذه الثروة مَكَّنَتْ الملك الفارسي من أن يَضْرِبَ عُمْلَتَهُ من الذهب والفضة وتسمى (الداريق) .

كما شَجَّعَ الفرس التجارة ، ومدوا الطرق في إمبراطورياتهم لضمان المواصلات السرعة بين أطراف المملكة . وهي وحدها تشهد بما كان للفرس من اهتمام بالغ بالتنظيم الإداري وتيسير التجارة .

ومن عواصم الفرس ٱلْإِخْمِييِّين مدينة سُوزَا ، ومدينة بَارزجَاد ، وإكبَاتَانَا وبِرْسـيبُولِيسْ .