ولد الزيات في قرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية بمصر في 16 جمادى الآخرة 1303 هـ/2 إبريل 1885 م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة.
تلقى تعليمه في كتاب القرية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة.
درس في الأزهر قبل أن يلتحق بالجامعة المصرية ، واشتغل بالتدريس ثم تفرغ للصحافة والتأليف ، فأنشأ مجل الرسالة كما ألف كتبا منها وحي الرسالة ودفاع عن البلاغة وتاريخ الأدب العربي .
كان الزيات في أثناء فترة التحاقه بالجامعة يعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية، وفي الوقت نفسه يدرس اللغة الفرنسية التي أعانته كثيرًا في دراسته الجامعية حتى تمكن من نيل إجازة الليسانس سنة (1331هـ= 1912).
التقى الزيات وهو يعمل بالتدريس في المدرسة الإعدادية الثانوية في سنة (1333هـ= 1914م) بعدد من زملائه، كانوا بعد ذلك قادة الفكر والرأي في مصر، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد، وقد أتيح له في هذه المدرسة أن يسهم في العمل الوطني ومقاومة المحتل الغاصب، فكان يكتب المنشورات السرية التي كانت تصدرها الجمعية التنفيذية للطلبة في أثناء ثورة 1919م، وكانت تلك المدارس من طلائع المدارس التي أشعلت الثورة وقادت المظاهرات.
وظل الزيات يعمل بالمدارس الأهلية حتى اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي بها في سنة ( 1341 هـ/ 1922)، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلاً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة (1344هـ/1925).
وظل بالجامعة الأمريكية حتى اختير أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد (1348 هـ/ 1929م) ومكث هناك ثلاث سنوات، حفلت بالعمل الجاد، والاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.
يعد الزيات صاحب أسلوب خاص في الكتابة، وهو أحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصياغة والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، ويقارن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: «والزيات أقوى الثلاثة أسلوبا، وأوضحهم بيانا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظا، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتابنا في عصرنا».
ويمتاز أسلوبه بالأناقة ، وجودة الصياغة ، وروعة الفن في الكتابة النثرية .
وقد شغل بعض المناصب العلمية الشرفية منها: عضويته في مجمع اللغة العربية بمصر، والمجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع العلمي العراقي في بغداد، ولجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر، كما رأس تحرير مجلة الأزهر في الخمسينيات.
وقد ظفر الزيات بتقدير الدولة فمنحته جائزتها في الأدب سنة 1373 هـ / 1953 م عن كتابه " وحي الرسالة " الذي يجمع مقالاته وأبحاثه التي نشرها في مجلة الرسالة في مجالات النقد والأدب والاجتماع والسياسة وتميزت تلك المقالات بأسلوبها الأدبي الرفيع، الذي يعيد إلى الأذهان ما كانت عليه الأساليب العربية القديمة من سمو ونقاء.
توفي أحمد حسن الزيات بالقاهرة صباح الأربعاء 16 من ربيع الأول 1388 هـ / 12 من مايو 1968 م عن 83 سنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق