ذكرى ميلاد الفيلسوف والمفكر الاجتماعي الألماني فريدريك إنجلز 28 نوفمبر 1820. الرجل الثري الذي ناصر البروليتاريا بقوة.
_______________________________
ولد فريدريك إنجلز يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1820 في مدينة بارمن، وهي جزء من مدينة فوبرتال حاليا في ألمانيا، ونشأ في كنف عائلة ثرية كانت تمتلك مصانع في ألمانيا وإنجلترا.
ساهم إلى جانب صديقه ورفيق نضاله كارل ماركس في وضع الأسس الفكرية للاشتراكية "العلمية" والترويج لها داخل الأوساط العمالية. رأى أن طبقة البروليتاريا تتعرض للاستغلال وتئن، ومن واجبها النضال للانعتاق وتحقيق المساواة.
تعرّف إنجلز على فلسفة هيغل أثناء وجوده في برلين، وانضم إلى مجموعة الهيغليين الشباب. ثم تأثر بعد ذلك بأعمال الفلاسفة الجدد النقديين من أمثال أرنولد روجه، وفريدريش شتراوس، ولودفيغ فيورباخ، وبرونو باور.
لكن التأثير الأكبر في تفكير إنجلز كان من نصيب كارل ماركس الذي تعرَّف عليه في باريس في طريق عودته إلى ألمانيا سنة 1844، وتوطدت علاقتهما بالنظر إلى نشاطهما ونضالهما المشترك في سبيل نصرة العمال وتحقيق الشيوعية.
فريدريك إنجلز: إسهاماته الفكرية في الفكر الماركسي والعلمي
مقدمة
فريدريك إنجلز (1820-1895) هو أحد أبرز المفكرين والفلاسفة الذين تركوا بصمة عميقة في الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي. اشتهر إنجلز بكونه الشريك الفكري والمادي لكارل ماركس، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير النظرية الماركسية، التي أصبحت واحدة من أكثر النظريات تأثيرًا في التاريخ الحديث. وعلى الرغم من أن اسم إنجلز غالبًا ما يُذكر في ظل ماركس، إلا أن إسهاماته الفكرية كانت مستقلة وحيوية في تشكيل الفكر الماركسي وفي تطوير المنهج العلمي لتحليل المجتمع والاقتصاد.
النشأة والخلفية الفكرية
وُلد فريدريك إنجلز في 28 نوفمبر 1820 في مدينة بارمن، التي كانت جزءًا من مملكة بروسيا (ألمانيا حاليًا). نشأ في عائلة ثرية تعمل في مجال الصناعة النسيجية، مما أتاح له فرصة الاطلاع على أوضاع الطبقة العاملة والظروف الاقتصادية التي كانت سائدة في أوروبا خلال القرن التاسع عشر. على الرغم من خلفيته البرجوازية، إلا أن إنجلز طور وعيًا طبقيًا مبكرًا، حيث تأثر بالظلم الاجتماعي الذي كان يعانيه العمال في المصانع التي كانت تمتلكها عائلته.
بدأ إنجلز اهتمامه بالفلسفة والاقتصاد السياسي في سن مبكرة، حيث تأثر بأفكار الفيلسوف الألماني هيجل، خاصةً مفهوم الجدلية (الديالكتيك). ومع مرور الوقت، تحول إنجلز من الهيجلية إلى المادية، حيث رأى أن التفسيرات المادية للتاريخ والمجتمع هي الأكثر دقة وفعالية في فهم التغيرات الاجتماعية.
الشراكة مع كارل ماركس
التقى إنجلز بماركس لأول مرة في عام 1844، وكان هذا اللقاء نقطة تحول في حياة كل منهما. سرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى شراكة فكرية وعملية استمرت حتى وفاة ماركس في عام 1883. خلال هذه الفترة، شارك إنجلز في تأليف العديد من الأعمال المشتركة مع ماركس، أبرزها "البيان الشيوعي" (1848)، الذي يُعتبر أحد النصوص الأساسية في الفكر الماركسي.
كان إنجلز يلعب دورًا داعمًا في هذه الشراكة، حيث كان يقدم الدعم المالي لماركس وعائلته، مما سمح لماركس بالتركيز على كتابة أعماله النظرية. ومع ذلك، فإن إنجلز لم يكن مجرد داعم مالي، بل كان شريكًا فكريًا قدم إسهامات كبيرة في تطوير النظرية الماركسية.
إسهامات إنجلز الفكرية
1. المادية التاريخية
كان إنجلز أحد الرواد في تطوير مفهوم المادية التاريخية، الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية للنظرية الماركسية. وفقًا لهذا المفهوم، فإن التطور التاريخي للمجتمعات يتم تحديده من خلال الصراع بين الطبقات الاجتماعية، والذي بدوره يتأثر بالظروف المادية والاقتصادية. في كتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" (1884)، قدم إنجلز تحليلًا مفصلاً لكيفية تطور المجتمعات من خلال مراحل تاريخية مختلفة، بدءًا من المجتمعات البدائية وصولاً إلى الرأسمالية.
2. نقد الاقتصاد السياسي
ساهم إنجلز بشكل كبير في نقد الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، خاصةً أفكار آدم سميث وديفيد ريكاردو. في كتابه "حالة الطبقة العاملة في إنجلترا" (1845)، قدم إنجلز تحليلًا دقيقًا للظروف المعيشية السيئة التي يعانيها العمال في المصانع الإنجليزية، وكشف عن الاستغلال الذي تمارسه الطبقة الرأسمالية ضد الطبقة العاملة. هذا العمل يُعتبر أحد النصوص الأولى التي تناولت قضايا الطبقة العاملة من منظور ماركسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق