عبد الله كنون ولد سنة(30 شعبان 1326 هـ/1908 م وتوفي 9 يوليو 1989م). فقيه، وكاتب، ومؤرخ، وشاعر، وأكاديمي وصحافي مغربي، وأمين عام سابق لرابطة علماء المغرب وأحد الرواد الكبار في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب، منذ منتصف العشرينيّات إلى أن توفاه الأجل.
رحل إلى طنجة مع عائلته بسبب الحرب، حفظ القرأن على يد ابيه عبد الصمد كنون وعلى يد الشيخ أحمد بن محمد الوسيني وحفظ الأحاديث النبوية فأصبح عالما بالشريعة وباللغة العربية في وقت قصير.
كانت قراءته متنوعة، ونَهِمَة، وموصولة الأسباب، وبجهده الخاص تعلم الإسبانية والفرنسية، فكان يقرأ بهما، ويتابع الجديد الذي يصدر بطنجة وهي يومئذ خاضعة للإدارة الاستعمارية الدولية، حتى صار من قادة الفكر والعلم والعمل الوطني لما انتظم في إطار الحركة الوطنية، من كتلة العمل الوطني في عام 1934، إلى الحزب الوطني في عام 1937. ولكنون مواقف مشرفة في هذه المجالات جميعا.
المسار:
نال كنون عضوية عدد من المجامع العلمية واللغوية والإسلامية في دمشق والقاهرة وعمّان وبغداد وغيرها، وكان أمينا عاما لرابطة علماء المغرب.
فتح أول مدرسة حرة بطنجة باسم "مدرسة عبد الله كنون الحرة"، واشتغل بالتدريس عام 1936، وأصدر مجلة دينية شهرية اسمها "لسان الدين".
وقد شغل مناصب عديدة، منها: أستاذ في المعهد العالي وكلية أصول الدين بتطوان، ومدرس في المعهد الديني العالمي بتطوان، ووزير للعدل فيما عرف بالحكومة الخليفية بين سنتي 1954-1956، ومحافظا على مدينة طنجة عام 1957 لكنه قدم استقالته عام 1958.
وكان عضو المجلس الأعلى للتعليم الإسلامي في الرباط وتطوان، وعضو لجنة الأبحاث العلمية المشتركة في الرباط، ورئيس رابطة علماء المغرب 1961 وبقي في هذا المنصب إلى وفاته، وعضو المجمع العلمي العربي في دمشق 1955.
وانتخب عضوا عاملا ممثلا للمغرب في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1961، وعضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1974، وعضوا في لجنة تحرير "الموسوعة العربية للقرن العشرين" ببيروت عام 1975.
كما عين عضوا عاملا في أكاديمية المملكة المغربية ورئيسا للمجلس العلمي الإقليمي بطنجة عام 1981، وعضوا في المجلس العلمي الأعلى برئاسة الملك الحسن الثاني في العام نفسه.
خلف كنون أثرا واضحا في الدراسات الأدبية، وفي كتابة التراجم، وفي تحقيق المخطوطات، وفي إصدار الصحف والمجلات وإدارتها والإشراف عليها وتزويدها بالمادة المتنوعة الغنية، وفي العمل الأكاديمي والمجمعي، وفي الدعوة الإسلامية بالحكمة وبالعقل السديد وبالأناة والحلم وسعة الصدر واستنارة البصيرة.
لا تزال كتب كنون مراجع هامة تطلب في الجامعات، وتدرس، وتدور حولها الرسائل والأطروحات، ولا تزال جوانب عديدة من حياته في حاجة إلى البحث والدراسة وتسليط الأضواء، فهو شخصية متعددة العطاءات، غزيرة الإنتاج، وجديرة بكل عناية واهتمام.
المؤلفات:
خلف عبد الله كنون كتبا عديدة في مجالات مختلفة أعدت عنها رسائل ماجستير ودكتوراه، ومن مؤلفاته: "النبوغ المغربي في الأدب العربي"، و"ذكريات ومشاهير رجال المغرب"، و"أدب الفقهاء"، و"مدخل إلى تاريخ المغرب"، و"جولات في الفكر الإسلامي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق